لازال البناء مستمراً، وقد بدا هناك مبنىً جميل يسر الناظرين وسط ارض طيبة، اهلها طيبين. و العمال مستمرون في البناء ونمت حول ذلك المبنى مجموعة من المباني تنموا بجهد هؤلاء البنائين المجتهدين.
وبعيداً هناك كانت فئة من الناس تنظر الى هذا البنيان الرائع و راحت تذمه و تسيء اليه، و سحب بعض من هؤلاء الكراسي و شكلوا حلقات نقاش و هي تعلق بكل ما هو سيء عن ذلك البنيان و الذين قاموا ببنائه، و وراحوا يصرخون و يجادلون بعضهم البعض. و نادوا بالخبراء للتعليق، فقام خبراؤهم بعرض نظرية فلان و استنبط الاخر اسلوب مدرسة فلان في طريقة البناء فبالنسبة اليهم لا تلك النظرية و لا اسلوب تلك المدرسة تتفق مع الطريقة التي رفع فيها هذا البناء.
و بينما هم في جدلهم و ثرثرتهم في تلك الحلقات النقاشية التي يشاركون فيها؛ كان البناء مستمراً و سيظل كذلك، في الوقت الذي لا زالت فيه تلك الفئة تثرثر و تزمجر دون ان تتكبد عناء المساهمة في البناء … و لو بالقليل.