
صديقي العزيز، حينما تُطلق العنان للسانك متحدثًا باللغة الإنجليزية وكأنها لغتك الأم أمام زملائك أو رؤسائك أو مرؤوسيك، حين يكونون جميعاً أو معظمهم من الناطقين بالعربية، وأنت وهم جميعًا في بلد عربي. لا يدل ذلك على عبقريتك او على شدة ذكائك أو تفوقك المهني و الأكاديمي على الاخرين! بل يدل على أن لديك أزمة هوية مع لغتك الأم! فحينما تعجز عن التعبير أو التحدث بالعربية بطلاقة في بيئة عملك، وتبحث عن الآخرين ليكتبوا لك خطاب عربي رسمي لاحدى الجهات، وحين يرسل إليك أحد الزملاء رسالة عربية فترد عليه (خف علينا يا الفيلسوف!) اعلم بأنك ضائع وتائه! فالانجليزية ليست لغتك الأم إلا أنك تفرضها فرضاً على نفسك والآخرين؛ والعربية هي لغتك الأم: إلاّ أنك عققتها وهجرتها ولا عذر لك في ذلك. فحين تجبر نفسك على تعلم أي شيء آخر أو تدعي بأنك أجبرت على اللغة الانجليزية إجباراً، هذا يعني بأنك تستطيع بإرادتك تحسين لغتك العربية و تقويتها لكي تكون أفضل مما هي عليه الآن معك!
وطالما كانت الفرصة قائمة: قم واصلح ذات البين بينك وبين لغتك، التي هي في نهاية المطاف هويتك.
لا بأس من تعلم اللغات الاخرى والتفوق فيها؛ ولكن ليس على حساب لغتك الحقيقية.